مقطع من برنامج الخاتمة 170
الخاتمة_170 -هذا هو الحسين ج2 - القتل الثاني للحسين زمن الرجعة ق2
الشيخ الغزي
-----------------------------------------------------------------------
www.alqamar.tv
www.almawaddah.be
-----------------------------------------------------------------------
في سورةِ البقرة:
وفي الآيةِ الثلاثين بعد البسملة من سورةِ البقرة: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيْفَةً - برنامجُ الخلافة - قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء﴾ عن أيِّ دماءٍ يتحدَّثون؟ حتَّى لو لم تَرِد رواياتٌ في ذلك، وردت رواياتٌ في ذلك، لكن حتَّى لو لم تَرِد رواياتٌ في ذلك، فعن أيِّ دماءٍ يتحدَّثُ الملائكة؟
يتحدَّثون عن أقدس دمٍ نَسبَهُ اللهُ لنفسهِ، ولذا فالحُسينُ وِترُ اللهِ الـمَوتُور في السَّماواتِ والأرض، مثلما نخاطبهُ بهذا الوصفِ في زياراتهِ الشريفة.
﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً﴾، اعتراضُ الملائكةِ هو صورةٌ تُقرِّبُ لنا معنى القشعريرةِ في العرشِ وأظلَّتهِ، معنى قشعريرةِ أظلَّةِ الخلائق، معنى الرَّجفان، ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ﴾، فحينما أخبرَ اللهُ الملائكة ببرنامج الخلافة واطّلعوْا على الَّذي سيجري اعترضوْا! هذهِ قشعريرةٌ هذهِ رجفةٌ، وإلَّا فالملائكةُ لا يعترضون على ما يريدُ الله، اضطربوْا اضطرابٌ.
مرَّ علينا في سورةِ الإسراء: ﴿لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً﴾، ومرَّ الحديثُ في الكافي الشريف وفي كامل الزيارات عن قَتلِ عَلِيٍّ وعن طَعن الحَسَنِ الَّذي كانَ مُقدِّمةً لقتلهِ بعد ذلك، وعن قَتلِ حُسينٍ.
﴿قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء﴾.
"لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ"؛ إشارةٌ إلى عليٍّ والمجتبى.
"وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً"؛ إنَّهُ الحُسَين.
المضامينُ هي هي والقُرآنُ هو قُرآنهم والتفسيرُ تفسيرهم.
﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيْهَا مَن يُفْسِدُ فِيْهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾.
لماذا قال الملائكةُ: "وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ"؟
الملائكةُ قالوا للهِ سُبحانه وتعالى: نحنُ أفضلُ من هؤلاءِ المفسدين، فاجعلنا في خدمةِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد، هذا المضمونُ نفسهُ الَّذي طلبتهُ ملائكةُ بدر بقيادةِ الملاكِ منصور، طلبوْا من الله أن ينصروْا الحُسين، ولكنَّ الحُسين رفضَ ذلك، أمرهم الله أن ينتظروْا في حرمهِ، أن ينتظروْا زمان ظهور الحُجَّةِ بن الحسن كي يُشاركوْا في الثأرِ الحُسيني في المرحلةِ الأولى معَ الحُجَّةِ بن الحسن.
الملائكةُ البدريُّون الَّذينَ كانَ يقودهم قائدهم الملاكُ منصور (يَا مَنْصُورُ أَمِت)، هم ينتظرون الآن في كربلاء، حينما نُسَلِّمُ على الملائكةِ الحافّين بحرمك المستغفرين لزوَّارِك إنَّنا نُسلِّمُ على هذهِ المجموعة بالدرجةِ الأولى، على الملائكةِ البدريِّين بقيادةِ قائدهم منصور، الَّذينَ استقرّوْا في كربلاء في حرمِ الحُسَين في حالةِ انتظارٍ ليومِ ظهورِ الحُجَّةِ بن الحسن.
المعاني هي هي فهؤلاءِ الملائكةُ عرضوْا على اللهِ بكلامهم هذا بنحو الإشارةِ أن يكونوْا أعواناً في تطبيقِ برنامج الخلافةِ بعيداً عن هؤلاءِ المفسدين والمجرمين.
هذا السؤالُ هو سؤالكم أيضاً لماذا يُقتلُ الحُسين ثانيةً؟! علينا أن نُسلِّم؛ ﴿قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾، فحينما نكونُ في مواجهةِ هذهِ الحقيقة هوَ يعلمُ ما لا نعلم، هُم صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين يعلمون ما لا نعلم، علينا أن نُسلِّم.
ثُمَّ تأتي ثقافةُ العترة: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ۞ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم ۞ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴾.
- مَا تُبْدُونَ؛ أنتم يا أيُّها الملائكة.
- وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ؛ ما كان يكتمهُ إبليسُ من الحسد.
والموقفُ:
- موقفُ التسليم.
- وموقفُ التثقيفِ بثقافةِ العترة الطاهرة.
هذا هو سبيلُ نجاتنا.
ومثلما كانَ حديثُ الملائكةِ في بداياتِ مشروع الخلافة وكانَ ذكرُ دماء الحُسينِ حاضراً فإنَّ ذِكرَ دماءِ حُسينٍ سيكونُ حاضراً عندَ انطواءِ برنامج الخلافة، أتحدَّثُ عن خلافةِ الأرض.