مقطع من برنامج اسئلة وشيء من اجوبة 23
الشيخ الغزّي
--------------------------------
www.alqamar.tv
www.almawaddah.be
---------------------------------
https://www.almawaddah.be/program/%D8%A7%D8%B3%D8%A6%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%B4%D9%8A%D8%A1-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D8%AC%D9%88%D8%A8%D8%A9-%D8%AD23-%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%85-%D9%8A%D9%84%D8%B9%D8%A8-%D9%88%D9%8A%D9%84%D9%87%D9%88
---------------------------------
الآيةُ هُنا تقول: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرﱢجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾، هذا الرﱢجسُ كيفَ نعرفهُ؟
في سورةِ التوبة، الآيةِ الخامسةِ والعشرين بعدَ المئة: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾، هذا الرﱢجسُ المعنوي، الآيةُ واضحةٌ في هذا، أمراضُ القُلُوبِ معنويَّةٌ وليست ماديَّةً، نحنُ لا نتحدَّثُ عن القلبِ الَّذي هو عضلةٌ في الصدر، نحنُ نتحدَّثُ عن القلب الَّذي هو مركزُ الإدراك ومركزُ العواطفِ ومركزُ الوجدان، الآيةُ تتحدَّثُ عن الرﱢجسِ بِكُلﱢ معانيه، هذا نوعٌ من أنواع الرﱢجس، وماذا بعد؟
في سورةِ المائدة، الآيةِ التسعين بعدَ البسملةِ والَّتي بعدَها: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مـﱢـنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۞إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾، الآيةُ هُنا تتحدَّثُ عن رجسٍ مُشتركٍ ما بينَ الرﱢجس المادّي والرﱢجس المعنوي:
الخمرُ جهةٌ فيهِ رجسٌ ماديٌّ مادَّةٌ نجسة، وجهةٌ فيهِ رجسٌ معنويٌّ، والميسرُ كذلكَ رِجسٌ ماديٌّ ومعنويٌّ، والأنصابُ كذلك ما يُذبَحُ على الأنصابِ لغيرِ اللّه، والأزلامُ كذلك نوعٌ من أنواع المقامرةِ في العصر الجاهلي بخصوص الذبائح، فهذهِ العناوين فيها جنبةٌ رجسيَّةٌ ماديَّةٌ، وفيها جنبةٌ رجسيَّةٌ معنويَّةٌ، هذا صِنفٌ آخر من أصناف الرﱢجس..
في سورة الأنعام، الآيةَ الخامسةَ والأربعين بعدَ المئةِ بعدَ البسملةِ تُحدﱢثُنا عن رِجسٍ مادّيﱟ: ﴿قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ﴾، نجاساتٌ ماديَّةٌ ومن هُنا فإنَّ الآية صريحةٌ في طهارةِ دمِ المعصوم، لأنَّ المعصومَ مُنزَّهٌ من قِبلِ اللّهِ سُبحانَهُ وتعالى عن كُلِّ رِجسٍ بحسبِ آية التطهير - أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ﴾، هذا فِسقٌ مادّيٌّ، وفيهِ جِهةٌ معنويَّةٌ بلحاظِ إذا ما قدَّموا الذبائحَ لغيرِ اللّه، لكنَّ الآية تتحدَّثُ بشكلٍ خاص عن طعامٍ يُستطعَم، "أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ"؛ هذهِ جنبةٌ معنويَّةٌ تُمازجُ الجنبة الماديَّة..
ماذا تقولُ آيةُ التطهير؟ ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرﱢجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾، إنَّهُ يُذْهِبُ عنهُم وأذهَبَ عنهُم كُلَّ أنواع الرﱢجس، ما كانَ معنويَّاً صِرفاً، ما كانَ ماديَّاً صِرفاً، وما كانَ مُختلطاً في جهاتهِ وآثارهِ وانفعالاتهِ وفاعليَّتهِ في جنبةِ الرﱢجس المادّيّ وفي جنبةِ الرﱢجس المعنوي، ذواتٌ مُنزَّهةٌ عن كُلﱢ ذلك، هذهِ الألف واللام في الرﱢجس لاستيعابِ كُلﱢ أنواع الرﱢجس، وكُلُّ أنواع الرﱢجس تحدَّثَ عنها القُرآن