مادمنا نعيش اليوم اسوء العقود التى لايفوح منها الا اخبار العملاء والحونة المساهمين في تدمير الدول وشعوبها تعالوا نشاهد الفلم الشهير خمسة اصابع او القصة الحقيقية للألباني إليزا بازنا، واحد من الجواسيس الأكثر شهرة خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وكان بازنا يعمل لحساب النازيين في 1943 و1944 في الوقت الذي كان فيه خادم السفير البريطاني بتركيا “المحايدة خلال فترة الحرب” ويحلم بجمع أموال طائلة ليتقاعد من الخدمة ويسافر لجنوب أمريكا ويتزوج من امرأة ثرية. خلال أحداث الفيلم يستخدم بازنا اسم رمزي له هو “شيشرون” ويصور وثائق سرية للغاية ويحولها لشرائط فيلمية ويرسلها لفرانز فون بابن المستشار الألماني عبر السفير الألماني بأنقرة. من المؤكد أن معظم أفلام الجاسوسية تقتبس عن حكايات خيالية ابتدعتها أقلام وأفكار المبدعين المتخصصين في هذا النوع من الأدب، ولكن من المعروف في الوقت نفسه أن هذه الأفلام حين تقتبس من حكايات واقعية، تكون أقوى وأكثر جاذبية، حتى وإن كانت التفاصيل معروفة سلفًا، من قبل تحقيق الفيلم. ذلك لأن عبارة "مبني على أحداث حقيقية" هي عبارة سحرية دومًا، فكيف إن كانت تطاول حكاية تجسس من ذلك النوع الذي يفتن الجمهور الباحث عن وجبة سينمائية مشبعة وممتعة. ثم كيف لا ينجح العمل في نهاية الأمر، إن توفرت له الإمكانات الفنية اللازمة والقادرة على جعل كل طاقم العمل يخرج أفضل ما لديه؟ كل ذلك ينطبق على واحد من أجمل وأقوى أفلام الجاسوسية التي عرفتها السينما الامريكية، والذي لم يحظ إلى الآن بالتقدير المناسب لقيمته، أخرجه الأمريكي الكبير جوزيف مانكفتش.إنه فيلم "5 أصابع"، المعروف أيضًا بـ"عملية شيشرون"، والذي خرج إلى النور قبل 65 عامًا. قصة الفيلم عن جاسوس حقيقي عاش وعمل في العاصمة التركية أنقرة خلال الحرب العالمية الثانية، وهناك اشتغل لصالح الألمان النازيين. الجاسوس هو اليسا بازنا، ولكن اسمه سيتغيّر في الفيلم، لأن الفيلم لم يؤخذ عن رواية موثوقة، بل من نص جمع بين الوثائقي والخيالي، ولكن تبديل الأسماء لن يؤثر كثيرًا في حقيقة الوقائع والظروف. والجدير بالذكر هنا، أن بازنا نفسه نشر مذكراته بعد عقد من ظهور فيلم "5 أصابع" الذي روى حكايته في كتاب بعنوان "أنا شيشرون"، فجاءت مختلفة بعض الشيء عن النص الأول للفيلم، لكن الغريب أن كثيرًا من الخبراء والمؤرخين قالوا بأن الفيلم أصدق مما رواه بازنا نفسه!