بلا تسامح
بطولة : كلينت إيستوود , مورغان فريمان , جين هاكمانإخراج : كلينت إيستوود
فيلم وسترن أمريكي حائز على أوسكار أفضل فيلم لعام 1992 من إخراج وبطولة وإنتاج كلينت إيستوود. يحكي الفيلم قصة ويليام ماني راعي بقر متخصص بالمبارزات بالمسدس، والذي ترك "المهنة" واتجه للزراعة. لكنه يضطر للعودة إلى المبارزات بعد عودة مظاهر العنف في الغرب الأمريكي. يدور الفيلم في إطار منطقة الغرب القديمة الأمريكية وتحديدا آخر القرن التاسع عشر. نال الفيلم جائزة أوسكار عن أفضل فيلم، وجائزةأفضل إخراج، وأفضل مونتاج، وجائزة أفضل ممثل بدور مساعد لجين هاكمان. ما مجموعه أربعة جوائز أوسكار. بالإضافة لترشحه لخمس جوائز أخرى. كما دخل قائمة أفضل 100 فيلم من قبل معهد الفيلم الأمريكي. شارك في البطولة مورغان فريمان، وجين هاكمان وريتشارد هاريس. يعتبر الفيلم ثالث فيلم وسترن يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بعد سيمارون عام 1931 و الرقص مع الذئاب عام 1990. الإنجاز السينمائي الأعظم في مسيرة كلينت إيستوود المخرج , و الفيلم الوحيد في القائمة المتوج بأوسكار أفضل فيلم , على الرغم من كونه أيضاً الفيلم الوحيد في القائمة القادم من التسعينيات : أحد أقل عقود الصنف أهمية , الشريف ليتل بيل يدير بلدته الصغيرة في الغرب الأمريكي بقبضةٍ من حديد بتقاليده و أحكامه الخاصة , و عندما يشوه بعض رعاة البقر الثملين وجه مومس في البلدة , لا تكتفي زعيمة المبغى أليس بالحكم الذي يفرضه الشريف بتعويضها ببضعة جياد فتمنح مكافئةً مقدارها ألف دولار لمن يأتي بهم , مكافئةً تجعل المحارب القديم سيء الصيت ويليام موني هدفاً لمقاتل مبتديء يدعى سكوفيلد كيد لضمه لفريقه من أجل صيد المجرمين , ويليام موني الذي إعتزل أعمال الغرب و تزوج من أحب و أنجب قبل أن تموت زوجته يجد نفسه مضطراً لمبلغٍ كهذا كي يعيل أولاده , فينضم لسكوفيلد و يقنع صديقه القديم المحارب الأسود نيد لوغان للإلتحاق بهم في عمليةٍ ( أخيرة ) , ليتل بيل لا يروق له قدوم أي صائد مكافئات إلى بلدته , فيضرب بقوة على يد قناصٍ إنجليزي متبختر يعتبر نفسه أسطورةً تستحق أن تُكتب للأجيال القادمة , و عندما يقتل نيد لوغان بقسوة , يدخل ويليام موني إلى البلدة ليلقن ليتل بيل درساً تعلمه على مدى سنين عن جنون الغرب و قيمة إراقة الدماء , و عن العدالة في مفهوم أساطير الغرب , أهدى كلينت إيستوود فيلمه هذا إلى صديقيه المقربين و أستاذيه دون سيغل و سيرجيو ليوني , و شكل هذا العمل تلخيصاً لجنون الغرب و قسوته ووحشيته , و تصويراً حميمياً لإرث رجل كلينت إيستوود الذي لا إسم له في ثلاثية السباغيتي ويسترن مع صديقه القديم سيرجيو ليوني , جاء الفيلم بعد عامين فقط على عودة الويسترن إلى الواجهة الهوليوودية على يد كيفن كوستنر في Dances With Wolves المتوج بأوسكار أفضل فيلم عام 1990 , إشترى كلينت إيستوود حقوق النص من ديفيد ويب مطلع الثماينينات و إنتظر حتى يصبح عجوزاً كفاية ليؤدي دور ويليام موني , و حقيقةً فقد مثل هذا الفيلم حالةَ حميميةٍ خاصة بين مسيرة كلينت إيستوود ذاتها و دوره في الفيلم لم يستطع أن يوازيها بعده سوى ما حدث مع ميكي رورك في The Wrestler العام الماضي , حيث محارب الويسترن القديم و أحد أشهر أساطيره كلينت إيستوود ( أو ويليام موني بمعنى مزدوج ) والذي غاب عن ساحة الصنف لسنوات يعود بهذا الفتح السينمائي العظيم ( أو الغزوة الأخيرة في الويسترن بالنسبة لموني ) , أعتبر هذا الفيلم واحداً من أكثر أفلام الويسترن خصوصية عبر التاريخ الهوليوودي , بفعل التأثير السردي و البصري المتوازن الذي وظفه إيستوود ليستنطق قسوة الطبيعة و وطأة العيش في الغرب الأمريكي الموحش , متوازياً مع قسوة النفوس و ألم التعايش مع العنف الإجتماعي السائد , حقق الفيلم ضربةً محترمةً في شباك التذاكر الأمريكي و جنى أكثر من 100 مليون دولار في الولايات المتحدة , و أعاد كلينت إيستوود إلى الصدارة الهوليوودية من جديد من خلال عاصفةٍ من الثناء النقدي توجته واحداً من أفضل أفلام التسعينيات قاطبةً , وضعته مجلة Time الأمريكية واسعة الإنتشار ضمن قائمتها المئوية لأعظم الأفلام خلال الثمانين عاماً الماضية , و وضعه معهد الفيلم الأمريكي في المرتبتين الثامنة و التسعين ثم الثامنة و الستين على قائمتيه لأعظم 100 فيلم في تاريخ هوليوود ( قائمة 1997 ثم قائمة 2007 ) , و في حالتين توأمين في مسيرته ( الأخرى عام 2004 ) نال كلينت إيستوود ثلاث ترشيحاتٍ شخصيةٍ للأوسكار بما فيها ترشيحاه الوحيدان كممثل في مسيرة إمتدت لنصف قرن , و ربح فيلماه أربع جوائز أوسكار بما فيها جائزتان شخصيتان لإيستوود في فئة أفضل إخراج , و جائزتان شخصيتان له في فئة أفضل فيلم , تسلمها في المناسبتين من يد أسطورة الجوائز باربرة سترايسند .