ظهيرة مشتعلة الحائز على المركز الثاني كاافضل فلم ويسترن من بطولة :
أحد أعظم أفلام غاري كوبر و الفيلم الأكثر تواجداً في قوائم معهد الفيلم الأمريكي بالتساوي مع The Wizard of Oz , المارشال ويل كين على وشك التقاعد من عمله و الذهاب في شهر العسل مع زوجته أيمي , لكن بهجته لا تدوم عندما يعلم بوجود فرصةٍ لإعتقال عصابة ميلر التي يقودها فرانك ميلر عند الساعة الثانية عشر مع قدومهم بالقطار إلى بلدة هيدليفيل , إستعجال زوجته في الرحيل يصطدم برغبته في عدم تفويت فرصةٍ كهذه لأن حماية بلدته كانت و ما زالت مسئوليته و واجبه , لكنه سيضطر لمواجهتهم لوحده في وجود هذا الكم من المتخاذلين و المسدسات التي إعتراها الصدأ في هذه البلدة الصغيرة , لا يقف إلى جواره أحد , حتى زوجته تهجره خوفاً من أن ترى زوجها مضرجاً بدماءه في شهر العسل , صُوِّر هذا الفيلم في الوقت الحقيقي الكامل لأحداثه ضمن 85 دقيقةً غير منتقصة تمثل 85 دقيقة ساعة الظهيرة من حياة تلك البلدة , و إعتبر معلماً سينمائياً حقيقياً للويسترن في أفضل عقوده قاطبة , وصفه جون واين ( المنافس التقليدي حينها ) بأنه أكثر الأفلام الأمريكية مخالفةً للتقاليد الأمريكية , و أكثر من إنتقاده في كل محفلٍ و مناسبة , على الرغم من حضوره هو بالذات لإستلام جائزة أوسكار أفضل ممثل نيابةً عن غاري كوبر الذي عجز عن حضور الحفل !! , إعتبر الكثيرون هذا الفيلم إسقاطاً واضحاً على الفشل و التخاذل الهوليوودي في مواجهة المكارثية في حينها على الرغم من التناقض الكبير في التوجهات السياسية بين كوبر و زينيمان , بل أن إثنين من طاقم الفيلم ( منهما كاتبه كارل فورمان ) وُضعا على اللوائح الهوليوودية السوداء الشهيرة في حينها , و تحول إسم الفيلم High Noon إلى إشارة إنطلاق دارجة في المظاهرات و المسيرات السلمية , رفض تشارلتون هيستون و مارلون براندو و مونتغمري كليفت دور ويل كين الذي ذهب إلى غاري كوبر و أعاده إلى واجهة شباك التذاكر بعد هبوط أسهمه بسبب وصوله إلى الخمسين من العمر , و به أصبح غاري كوبر ثالث ممثل على الإطلاق ينال أوسكاره الثاني في فئة أفضل ممثل , أطلق الفيلم شهرة نجمته غريس كيلي التي إعتزلت بعد مسيرة صغيرة إستثنائية لتصبح أميرةً لموناكو , كان هذا الفيلم أول فيلمٍ يقدم أغنيةً سينمائيةً تسوق بشكلٍ مستقل عن تسويق الفيلم و هو الأمر الذي صار دارجاً كثيراً اليوم , قوبل الفيلم حال إطلاقه بإستهجان نقدي بسبب كسره الصورة التقليدية للبطولة في أفلام الويسترن وكسره للتقاليد السينمائية المعروفة في هذا الصنف , إلا أنه لقي مجده بعد ذلك للسبب ذاته , و وصف من قبل البعض بأنه ( فيلم ويسترن لأولئك الذين لا يحبون أفلام الويسترن ) , كان واحداً من الأفلام المفضلة للرؤساء الأمريكان بمن فيهم دوايت أيزنهاور الذي أحبه كثيراً , و رونالد ريغان الذي لطالما أعجب ببطولة بطله , كما إعتبره الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون فيلمه المفضل و شاهده 17 مرة خلال حقبة رئاسته , رشح الفيلم لسبع جوائز أوسكار بما فيها أفضل فيلم و إخراج نال أربعاً منها , و إعتبر المخرج الرائد سيسيل بي دي ميل خسارته لأوسكار أفضل فيلم لصالح The Greatest Show on Earth اللحظة الأكثر إثارةً للإنزعاج في تاريخ الجائزة , تواجد الفيلم على ثمانٍ من قوائم معهد الفيلم الأمريكي بما فيها وضعه في المرتبة العشرين لأفضل 100 إثارة سينمائية , و المرتبة السابعة و العشرين لأكثر الأفلام إلهاماً , كما إحتل المرتبة الثالثة و الثلاثين ثم السابعة و العشرين في قائمتي المعهد لأعظم الأفلام في تاريخ هوليوود