مقطع من برنامج الكتاب الناطق ح82
-----------------------------------------------------------------------
www.alqamar.tv
www.almawaddah.be
-----------------------------------------------------------------------
✤ سأورد نماذج أخرى مِن كلماتهم الشريفة صلوات الله عليهم تُقرّب لنا الصورة حول سِعة عالم الرجعة وكثْرة الحضارات التي ستتواصلُ مع عالمنا الذي نعيش فيه!
(نماذج ممّا رواه شيخنا الصفّار القمّي في كتاب [بصائر الدرجات].
■ حديث الإمام الصادق عليه السلام مع عجلان أبي صالح : (عن عجلان أبي صالح قال: سألتُ أبا عبد الله عليه السلام عن قبّة آدم، فقلتُ له: هذه قبة آدم؟ قال: نعم، ولله قِباب كثيرة، أما أنّ خلْف مغربكم هذا تسعةً وثلاثين مغرباً أرضاً بيضاء ومملوّة خلقاً، يستضيئون بنورنا، لم يعصوا الله طرفة عين. قيل له : كيف هذا؟! يتبرّؤون من فلان وفلان وهم لا يدرون أ خلقَ اللّه آدم أم لم يخلقه؟ فقال للسائل: أتعرفُ إبليس؟، قال: لا، إلاّ بالخبر. قال: فأُمرتَ بالَّلعنة والبراءة منه؟، قال: نعم . قال: فكذلك أمر هؤلاء)
● هذا المُصطلح (قبّة آدم) يعني عالمنا هذا الذي نعيش فيه (عالم الدنيا الذي تُمثّل الأرض جزء منها)
■ حديث الإمام الباقر عليه السلام: (عن عبد الصمد عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: سمعته يقول: إنَّ مِن وراء هذهِ - أي الشمس - أربعين عين شمس، ما بين شمس إلى شمس أربعون عاماً، فيها خلْقٌ كثير، ما يعلمون أنَّ الله خلق آدم أو لم يخلقه، وإنَّ مِن وراء قمركم هذا أربعين قمراً، ما بين قمرٍ إلى قمر مسيرةُ أربعين يوماً، فيها خلق كثير ما يعلمون أنَّ الله خلق آدم أو لم يخلقه، قد أُلهموا كما أُلهمتْ النحل لعنة الأوَّل والثاني في كلّ وقت مِن الأوقات، وقد وُكّل بهم ملائكة متى ما لم يلعنوهما عذبوا).
هذه أمم مختلفة لكلّ أمّة خصائصها.. فهذه الأمّة أُلهمتْ إلهاماً.. وتلك أُمّة أُخبرتْ إخباراً.. وهكذا.
هذه الروايات تتحدّث عن أُمم وعن حضارات وعن شعوب وعن مخلوقات تختلفُ عنّا، ولكنّنا سنتواصل معها في مرحلة الرجعة!
وهناك روايات أخرى لم تُشر إلى أنّ هذه العوالم ستتواصل معنا في مقطع الظهور، وإنّما ستتواصل معنا في مرحلة الرجعة.. وذلك ما يُمكن أن يُفهم مِن مجموع روايات الظهور وروايات الرجعة.
✤ (نماذج أخرى مِن الأحاديث مِن كتاب [مُختصر بصائر الدرجات] للحسن بن سُليمان الحلّي (وهو ليس مُختصر لبصائر الشيخ الصفّار، وإنّما مختصر لكتاب آخر أيضاً اسمه بصائر الدرجات).
■ حديث هشام بن سالم مع الإمام الصادق عليه السلام: (عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله، قال: إنَّ لله عزَّ وجل مدينة بالمشرق اسمها (جابلقا)، لها اثنا عشر ألف باب مِن ذهب، بين كلّ باب إلى صاحبه مسيرةُ فرسخ، على كلّ باب بُرج فيه اثنا عشر ألف مُقاتل يهلبون الخيل، ويشحذون السلاح والسيوف، ينتظرون قيام قائمنا، وإنَّ لله عزَّ وجل بالمغرب مدينة يقالُ لها (جابرسا) لها اثنا عشر ألف باب مِن ذهب، بين كلّ باب إلى صاحبه مسيرة فرسخ، على كلّ باب بُرج فيه اثنا عشر ألف مُقاتل، يهلبون الخيل، ويشحذون السلاح والسيوف، ينتظرون قائمنا، وأنا الحجة عليهم)
● قول الإمام عليه السلام (وأنا الحجة عليهم) أنا الحجّة على جابلقا وجابرسا وعلى كلّ ذرّة في هذا الوجود.. هذا التواصل المُطلق المفتوح لآل محمّد عليهم السلام في جميع العوالم..
فنحن نُخاطب سيّد الأوصياء عليه السلام (السلام عليك يا عين الله الناظرة، ويده الباسطة، وأُذُنه الواعية)
وفي الأدعية الشريفة نقرأ : (يا مَن لا تشتبه عليه الأصوات، ولا تختلف عنده الّلغات)
فالمعصوم هو الأذن الواعية (السامعة لكلّ شيء)، وهو العين الناظرة، وهو يد الله الباسطة، ولهذا حين يظهر إمام زماننا عليه السلام يضع يده على رؤوس العباد فتكتمل عقولهم. وحين سُئل سيّد الأوصياء عليه السلام: كيف يحاسب الله الخلق في حالة واحدة مع كثرتهم ؟ فقال: كما يرزقهم في حالة واحدة على كثرتهم.
■ (عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله قال: إنَّ لله عزَّ وجل اثني عشر ألف عالم، كلّ عالم منهم أكبر مِن سبع سماوات وسبع أرضين، ما يرى كلّ عالم منهم أنَّ لله عالماً غيرهم، وأنا الحُجّة عليهم).
الأحاديث والأخبار عنهم صلوات الله عليهم في هذا المِضمار (مِضمار العالم الفسيح والعوالم التي لا خبر عندنا عنها)، هم أخبرونا بشيء تقريبي وحدّثونا بشكل يُقرّب الفكرة لأذهاننا. وإلّا فالقضّية أكبر وأكبر مِن تصوّراتنا.
✤ هذه الأحاديث نماذج تُخبرنا مِن وراء سِتار ومِن وراء غَبَش الخيال، تُحدّثنا أنّ هذا العالم سيتّسع ويتّسع، ولذلك ستتباطىءُ حركة الأفلاك - كما جاء في الروايات - وستطول السنون! الأرضُ تتبدّل، والحيوانات المُفترسة ستأكلُ الأعشاب - كما جاء في الروايات -! عالمٌ يستعيضُ الناس فيه عن نور الشمس والقمر بنور جديد! لا يعني أنّ الشمس ستختفي، ولكنّ نوراً جديداً سيُطلّ على هذا العالم، فإنّ التغيّر في حركة الأفلاك سيُغيّر طبيعة الحياة! إنّه نور شمس جديدة هي شمس الشموس (شمس الحجّة بن الحسن عليه السلام)!