قناة اليوتيوب:
https://www.youtube.com/channel/UCtXapcYYY0Y4wworjcZ6uJQ
يحكى أنه في قديم الزمان وسالف العصر والأوان عاشت مجموعة من الأخوة الأغنياء كانوا يملكون حديقة رائعة تمتلأ بالزروع والثمار والفواكه والورود والأشجار.
وكان هؤلاء الأخوة مشهورين بأنهم أصحاب الجنة، فسمى الناس حديقتهم بالجنة من شدة جمالها.
اقترب وقت الحصاد فخرج أصحاب الجنة ليتأملون أنواع الفاكهة والثمار وجمال الورود والأزهار وأنواع الطير والحيوان.
ومن الواضح أن الجنة قد أثمرت بسخاء عظيم هذه السنة، انتهى الأخوة من طوافهم في الجنة وعادوا إلى تناول الطعام وقد أمروا ألا يدخل عليهم أحد وكانوا يتحدثون عن المحصول الذي كان وفيرا أكثر من أي مرة مضت وكانوا سعداء وهم يأكلون.
قال الأخ الأكبر:
غدا نجمع المحصول.
وقال الأخ الأصغر:
لقد أصبحنا أغنياء.
ثم تحدث الأخ الأكبر وقال:
لا نريد أن نعطي الفقراء شيئا حتى لا ينقص من مالنا شيء.
فقال الأخ الأوسط:
لكننا اعتدنا أن نتصدق كل عام بشيء من الثمر والقمح.
فرد عليه الأخ الأصغر وقال له:
لن يحدث هذا يكفي ما تصدقنا به في الأعوام الماضية.
ولاحقه في الكلام الأخ الأكبر وقال:
أنا أتفق معك لقد صرنا أغنياء ولا نريد أن نفرط في مالنا أو نخسر منه شيئا.
فقال الأخ الأوسط:
أليس هذا حراما؟
فضحك الأخوان منه وقالا له:
دعنا من أفكار الحلال والحرام نحن الآن أغنياء لا شيء يهمنا.
فرد عليهم الأخ الأوسط وقال:
قد سمعت شيخا فاضلا يقول:
إن من تصدق ببعض أمواله بارك الله له فيما يبقى.
فقال له الأخ الأصغر:
ماذا نفعل بالبركة فيما يبقى نحن نريد كل شيء.
ورد الأخ الأكبر في سخرية من أخيه الأوسط:
لقد حصلت البركة وانتهى الأمر وتابع حديثه وقال:
ألم تروا الجنة وأشجارها تنحني من كثرة الثمار.
وأخيرا اتفق الأخوة على أنهم لم يعطوا أو يتصدقوا بأي شيء للفقراء والمساكين هذا العام.
ولقد أمروا بإحضار رئيس الحرس وقالوا له:
أغلق أبواب الحديقة جيدا من الآن ولا تفتحه غدا لأي فرد.
فرد رئيس الحرس قائلا:
ولكن غدا هو يوم الحصاد وقد اعتدتم أن تعطوا المساكين الذين يحضرون في هذا اليوم من القرى المجاورة.
فرد الأخ الأكبر وقال في حزم:
لن نعطي أحدا هذا العام، أغلق الأبواب لا تفتحها لأي مسكين هل فهمت.
نام الأخوان الأكبر والأصغر وهما يحلمان بالذهب والجواهر والملابس الجديدة والثراء كان قرارهما بمنع التصدق على الفقراء والمساكين يسعدهما تماما، أما الأخ الأوسط فكان قد وافقهما مضطرا وحاول النوم ولكنه ظل قلقا مضطربا لا يحس رغبة في النوم كان يحس بالألم لموقف أخويه تجاه الفقراء وكان يحس أنه وافق أخويه على ظلمهما فصار ظالما هو الآخر أخيرا بعد عناء أدركه النعاس ونام.
سكن كل شيء في تلك الليلة ونام كل شيء ولكن الله سبحانه وتعالى لا تدركه سنة ولا نوم فأمر الله تعالى أن تدمر الجنة فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون.
فأصبحت الجنة كالصريم فلم يبقَ فيها أي شيء حي لا شجر ولا طير ولا حيوان فهلك كل شيء
جاء الصباح واستيقظ الأخوة وكانوا سعداء باستثناء الأخ الأصغر، أفطر الأخوة واستعدوا لجمع المحصول