مقطع من برنامج اسئلة وشيء من اجوبة 18
الشيخ الغزّي
--------------------------------
www.alqamar.tv
www.almawaddah.be
---------------------------------
https://almawaddah.be/program/%D8%A7%D8%B3%D8%A6%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%B4%D9%8A%D8%A1-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D8%AC%D9%88%D8%A8%D8%A9-%D8%AD18-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AC%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D9%84%D9%88-%D8%A7%D9%86-%D9%81%D8%A7%D8%B7%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D8%A8%D9%86%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B3%D8%B1%D9%82%D8%AA
---------------------------------
ما نُسِبَ إلى رَسُول اللّه صلَّى اللَّهُ عليهِ وآله: "وأيمُ اللّه لو أنَّ فَاطمَةَ بِنتَ مُحَمَّدٍ سرقت لقطعَ مُحَمَّدٌ يدَهَا"، كيفَ نفهَمُ ذلِك؟
هذا الكلامُ قِيلَ لغايةٍ، وهذهِ الغايةُ تنشَطِرُ إلى شطرين:
الشطرُ الأوَّل: فإنَّ مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ ضحّوا ويُضحّونَ بِكُلِّ شيءٍ لتطبيقِ برنامج اللّه لِهداية النَّاس، هل هُناكَ تضحيةٌ كالَّذي فعلَهُ الحُسَين؟ القربانُ الأوَّلُ رَسُولُ اللّه صلَّى اللَّهُ عليهِ وآله يقول: (مَا أُوْذِي نَبِيٌّ مِثلَما أُوْذِيت)، وقُتِلَ مَسمُوماً، بعد أن أهانُوه في واقعةِ رزيَّة الخميس وعانَدوه ورفضوا أمرَه، فَاطِمَة قتلُوها وقتلُوا جنينَها، مُحَمَّدٌ وآلُ مُحَمَّدٍ قدَّموا القرابينَ تِلو القرابين وقدَّموا الأضاحي مِن عِندِ أنفُسهِم تِلو الأضاحي، في هذا المسارِ فإنَّهُم أيضاً ينسبونَ النَّقصَ إليهِم لأجلِ إقامَة الحقّ، كي يكونوا أُسوةً، المقامُ ما هُو بمقامِ اتـﱢـهامٍ لفَاطِمَة صلواتُ اللّهِ عليها، لابُدَّ أن نفهَم الكلامَ وفقاً لمعاريض القول، وما المرادُ من معاريض القول؟ أن نفهمَ الكلامَ وفقاً لأُصول العقيدةِ ولأصول المعرفةِ في دِين العترةِ الطاهرة، إنَّني أقولُ كُلَّ هذا الكلامِ بإمكاني أن أُنْكِرَ الحديث فهُو حديثٌ لم يَرِد عن العترةِ الطاهرة، وهذا الحديثُ موجودٌ في كُتُبِ أعداء العترة الطاهرة، وبحسَب الظهور العرفي يضعُ الصدِّيقة الطاهرة في موضع الاتـﱢـهام فلِماذا أُطيلُ في التفصيل؟ لأنَّني أُريدُ أن أصلَ بِكُم إلى هذهِ النقطة، إلى أيَّةِ نُقطة؟ من أنَّ الحديثَ مُحرَّفٌ هذا الحديثُ لَهُ تَتِمَّةٌ، وتَتِمَّةُ الحديثِ هذهِ كانت موجودةً في كُتُبِهِم لكنَّهُم حرَّفُوها مثلما حَرَّفوا كُلَّ شيء.
(مناقبُ آلِ أبي طالب)، لابنِ شهر آشوب المازندراني، المتوفّىٰ سنة (588) للهجرة، هذا الكِتابُ يتألَّف من أربعةِ أجزاء بغضَّ النظرِ عن جزء الفهارس، طبعةُ دار الأضواء/ بيروت - لبنان/ الجزء الثالث، صفحة (372)، الكِتابُ تعرَّضَ للتحريف، ينقُلُ عن صحيح الدارقطني، الدارقطني عالِمٌ مُحدِّثٌ سُنـﱢـيٌّ معروف مِن كبارِ علماء السُنَّة متوفّىٰ سنة (385) للهجرة، صحيح الدارقطني لا يُوجدُ كِتابٌ بهذا الاسم في زماننا، رُبَّما كانَ موجوداً ونَقَلَ عنهُ ابنُ شهر آشوب المازندراني، ورُبَّما هُوَ هُوَ كِتابهُ السُنن، سُنَنُ الدارقطني، أمّا صحيحُ الدارقطني هُناكَ من عوامﱢ السُنَّةِ مَن يُطلِقُ على سُننِ الدارقطني صحيحَ الدارقطني، لكنَّني لا أعتقدُ أنَّ ابنَ شهر آشوب لا يعرِفُ هذا، على أيﱢ حالٍ، نقلَ روايةٍ عن صحيح الدارقطني فلنُقل من أنَّ الدارقطني ليسَ عندَهُ كِتابٌ بهذا العنوان إنَّها سُنَنُ الدارقطني، إذا ما رجعنا إلى سُنَنِ الدارقطني فلا توجَدُ هذهِ الرواية، هذا الحديثُ إتمامٌ لذلكَ الحديث، سأقرؤهُ عليكُم:
أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وآله وسلَّم أَمَرَ بِقَطْع لُص - بِقَطع يَدِهِ لأنَّه كانَ سَارِقاً - فَقَالَ اللُّصُّ: يَا رَسُولَ اللّه قَدَّمْتَهُ فِي الإِسْلَام - يعني أنَّكَ شَرَّفتني بالإسلام أو رُبَّما يقول قدَّمتُهُ أنا في الإسلام، جاهدتُ بينَ يديك - وتأْمُرَهُ بالقَطْع - والآن تُريدُ أن تقطعَ يَدِي - فَقَالَ النَّبيُّ: لَوْ كَانَت ابْنَتِي فَاطِمَة لَفَعَلتُ هَذا مَعَهَا - لو كَانَت ابْنَتِي فَاطِمَة - فَسَمِعَت فَاطِمَةُ فَحَزُنَت، فَنَزلَ جِبْرِيلُ عَليهِ السَّلام بِقَولِهِ - يُخَاطِبُ النَّبيّ - "لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ" - النَّبيُّ لا يُمكِن أن يُشرِك ولكن مُجاراةً للكلامِ نفسهِ - فَحَزُنَ رَسُولُ اللّه فَنَزل - نَزلَ القُرآن - "لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا" - اللّهُ نسبَ هذا الكلامَ إلى نَفسهِ أيضاً، فكأنَّهُ أخذَ يتحدَّثُ عن شريكٍ وعن فسادٍ في هذا الوجود - فَتَعَجَّبَ النَّبيُّ مِن ذَلِك، فَنَزَلَ جَبرَائِيل وَقَال: كَانَت فَاطِمَة حَزُنَت مِن قَوْلِك فَهَذِهِ الآيَاتُ لِمُوافَقَتِهَا لِتَرْضَىٰ - سياقُ الحديثِ ضعيفٌ وضعيفٌ جدَّاً ففَاطِمَةُ لَن تَحزَن إلَّا إذا كانَ هذا الحُزن إظهاراً فقط كي يَستشعرهُ النَّاس لِتَتَبيَّن مَنزلَةُ فَاطِمَة، مِن أنَّ النَّبيَّ حِينما قالَ عنها ما قال نزَلَت الآياتُ فقالت عن النَّبيّ ما قالت وقالَ اللَّهُ عن نفسهِ ما قال، تركيبُ الحديثِ ليسَ مُناسباً لشأنِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، نُقِلَ بالمضمون لكنَّ الغاية واضحةٌ من الآيات، فالروايةُ هذهِ تُشيرُ إلى أنَّ أُسلوباً في القُرآنِ واضحٌ لا يُمكنُ أن نفهَم مِن دُونهِ الآيات، لأنَّنا إذا فَهِمنا الآياتِ بحسَب الظهور العرفي سيكونُ المعنى مُختلَّاً، إذاً لابُدَّ من فهمهِ وفقاً للكِنايةِ العالية..
في سورةِ الزُّمر، الآيةِ الخامسةِ والستين بعدَ البسملة: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَىٰ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ - هذا أُسلوبٌ عِندَ اللّه، في الدِّياناتِ السابقةِ كانَ موجوداً - لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾، فهل النَّبيُّ كذلك؟! وماذا بعد؟
في سورة الأنبياء، الآيةِ الثانيةِ والعشرين بعدَ البسملة: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبﱢ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ .....